يعتبر تقييم الحالة الجسمانية أو الحالة البدنية من بين أدوات تدبير تغذية األبقار
الحلوب خالل مختلف الفترات الحرجة لدورتهم اإلنتاجية، األكثر سهولة واألكثر تطبيقا.
فهذه الطريقة تمكن مربي األبقار من توقع مشاكل اإلنتاج وتلك المتعلقة بالتناسل
والصحة.
فإذا كان القطيع في حالة بدنية مالئمة فإنه ينتج أكثر، وسيكون أقل عرضة لألمراض
وللمشاكل التناسلية. أما األبقار التي تكون حالتها البدنية سيئة فستكون عرضة
للمشاكل الصحية، في حين تتعرض األبقار السمينة لصعوبات في الوضع وألعراض ما
يسمى بالكبد الدهني.
طريقة تقويم الحالة الجسمانية لألبقار
تتم عملية تقويم الحالة الجسمانية لألبقار بالنظر/أو بلمس المدخرات البدنية لألبقار
والعجالت الحلوب. ويتم إعطاء نقطة توافق حالة المدخرات البدنية.
بالنسبة لألبقار الحلوب، نستعمل في غالبية األمر مقياسا للتنقيط يتراوح ما بين
1( يوافق أنثى نحيلة( و5( يوافق أنثى بدينة(.
يمكن للشخص الذي يقوم بالتنقيط أن يستعمل أرباع وأنصاف نقط الحالة الجسمانية
)5.3 ,75.3.. )إلخ. توجد شبكة للتنقيط، تحتوي على صور الألبقار تمثل كل منها نقطة
للحالة الجسمانية. تجدر اإلشارة إلى أن انتباه الشخص الذي يقوم بالتنقيط يجب أن
يستند إلى منطقتين بدنيتين للحيوان: الكلية والردف. بالنسبة للكلية، نعاين خصوصا
العمود الفقري. أما بالنسبة للردف، فنفحص حرف الورك، حرف عظم المقعدة، المسافة
بين حرف عظم المقعدة والورك ورباط الذيل.
الفترات التي ينصح فيها بتقويم األبقار
1 -في سن 6 أشهر لكي نتأكد من أنها ال تزيد بسرعة أو ببطء في الوزن، كلتا الحالتين
تأثر على نمو الضرع؛
2 -في سن التناسل؛
3 -شهرين تقريبا قبل الوضع.
بالنسبة لألبقار الحلوب:
1 -شهر بعد الوضع لنتمكن من عقلنة تراتيب التغذية؛
2 -في وسط فترة إنتاج الحليب؛
3 -في أواخر الحلب لترتيب النظام الغذائي لفترة الغرز حسب الحالة الجسمانية
للحيوانات؛
4-في وقت الوضع لتقييم فعالية نظام التغذية في فترة الغرز.
الحالة الجسمانية المرغوب فيها
فترة الغرز
خالل هذه الفترة، يجب أن تكون التغذية معقلنة بطريقة تمكن من الحصول على نقطة
حالة بدنية تساوي 50,3 في وقت الوضع. بمعنى آخر نبحث على أبقار تضع في حالة
جيدة لكن بدون إفراط.
خالل فترة الغرز، يوصى بتجنب إهزال األبقار ألن ذلك يزيد من صعوبة الوضع ويتسبب
في الحبس المشيمي.
بالمقابل، يساعد تحسين الحالة البدنية على إنتاج أكثر للحليب، لكن مع تفادي اإلفراط ألن
هذا قد يؤدي إلى ظهور وذمة الضرع التي تؤدي بدورها إلى انفكاك ومرض الضرع.
واإلفراط في التغذية خالل فترة الغرز قد يعرض البقرة للتسمين ويزيد في حجم الجنين،
مما يزيد في المخاطر عند الوضع. إضافة إلى ذلك، فإن اإلفراط في التغذية يؤدي إلى
نقصان الشهية في بداية فترة الحلب مما يزيد من إهزال البقرة، وقد يسبب مرض الكبد
الدهني )انشحام كبدي( أو »أعراض البقرة السمينة«.
وتبقى األهداف التي يجب على الكساب أن يحرص عليها هي استعادة معتدلة للحالة
الجسمانية لألبقار في أواخر فترة الحلب، وأن تكون هذه الحالة أقل من تلك المرغوب
فيها عند الوضع. ويوصى بربح أقصى بحوالي 5,0 نقطة في هذه الحالة.
فترة الحلب
يؤدي ارتفاع إنتاج الحليب عند األبقار في بداية الحلب إلى ارتفاع سريع وكثيف في
احتياجاتها الغذائية. بالمقابل، ال تتحسن شهيتها إال ببطء، حيث أن األبقار تصل إلى قمة
استهالكها من المادة الجافة حوالي 10 إلى 12 أسبوع بعد الوضع، أي حوالي 4 أسابيع
بعد إدراك قمة إنتاج الحليب التي تصل إليها في 6 إلى 8 أسابيع بعد الوضع.
ويترتب عن ذلك نقص طاقي محتوم في بداية الحلب، وقد يكون هذا النقص كبيرا
عند األبقار كثيرة اإلنتاج. وينتج عن ذلك استعمال للمدخرات البدنية لألبقار لالستجابة
لالحتياجات الضرورية من الطاقة إلنتاج الحليب، مما يتسبب في تدهور الحالة الجسمانية
لألبقار الحلوب، ويترتب عنها مشاكل تناسلية مثل تأخر ظهور الشبق واإلخصاب.
المرجع: دليل الفلاح لتغذية الأبقار الحلوب