من أكثر الكائنات تنظيماً على كوكب الأرض هي حشرة النحل، فهي رغم صغر حجمها إلا أنها شديدة النظام والانضباط، ويعمل عالم النحل بتناغم وتناسق عجيب ومبهر، وتجد فيه الإبداع في التخصص في مجال العمل.
وبالرغم عن ذلك الى انها فى الأونه الأخيره تواجه بعض التحديات الذى سيقوم موقع دوار الإرشاد البيطرى برصدها حيث
أأوضح تقرير رسمي أصدره “الفاوا”، ان أعداد النحل وغيره من الملقحات تشهدا تراجعاً كبيراً في أجزاء كثيرة من العالم ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الممارسات الزراعية المكثفة والمزارع الأحادية وفرط استخدام المواد الكيماوية الزراعية وارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بتغير المناخ، مما يؤثر على غلة المحاصيل والتغذية على حد سواء. وفي حال استمرار هذا الانخفاض، فسيتم استبدال المحاصيل الغذائية مثل الفواكه والمكسرات والعديد من الخضروات بشكل متزايد بالمحاصيل الأساسية مثل الأرز والذرة والبطاطس، مما يؤدي في النهاية إلى اتباع نظام غذائي غير متوازن.
وفي رسالة مصورة سجلت بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للنحل هذا العام، قال المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا: “يتعرض النحل لتهديد كبير ناجم عن الآثار المشتركة لتغير المناخ والزراعة المكثفة واستخدام المبيدات وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث. سيؤدي غياب النحل والملقحات الأخرى إلى القضاء على المحاصيل التي تعتمد على التلقيح ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، القهوة والتفاح واللوز والطماطم والكاكاو. يجب على البلدان التحول إلى سياسات ونظم غذائية أكثر مستدامة وملائمة للملقحات”.
وحث جوزيه غرازيانو دا سيلفا كل فرد على اتباع خيارات تدعم الملقحات قائلاً: “حتى الأزهار المزروعة في المنازل لإطعام النحل تساهم في دعم هذا الجهد”.
مخلوقات صغيرة، فوائد عظيمة
يعد النحل من بين أكثر المخلوقات المجدة في عملها على سطح هذا الكوكب، وهو يقدم خدمة جليلة للنظام البيئي من خلال ضمان التلقيح وبالتالي تكاثر العديد من النباتات البرية والمزروعة، وهو أمر هام لإنتاج الغذاء وسبل عيش الإنسان والتنوع البيولوجي.
يؤثر النحل والملقحات الأخرى، كالطيور والخفافيش، على 35 في المائة من إنتاج المحاصيل في العالم، مما يؤدي إلى زيادة مخرجات 87 من أهم المحاصيل الغذائية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى العديد من الأدوية المشتقة من النباتات.